زين الدين زيدان ..... رجل المناسبات الضخمة
فرض نفسه خليفة للأسطورة بلاتيني .... بلامنازع خط اسمه بساقين من ذهب في سجل عظماء الكرة
تشتهر مدينة كان الفرنسية الجنوبية بمهرجانها السينمائي السنوي الذي حول العديد من الممثلين غير المشهورين إلى نجوم عالميين ، بيد أن أحد أنديتها المغمورة قدم إلى العالم أحد أفضل اللاعبين وهو السوبر ستار زين الدين زيدان الذي فتح ابواب المباراة النهائية لمنتخب بلاده في بطولة الأمم الاوربية بتسجيله الهدف الذهبي 2-1 في مرمى البرتغال في الدور نصف النهائي على استاد الملك بودوين في بروكسل .
وأثبت زيدان أنه رجل المناسبات الكبيرة ، فيوم تدشين ملعب سان دوني في ضاحية باريس الذي شيد خصيصاً لاحتضان بعض مباريات مونديال فرنسا قبل ست سنوات في عام 1998 م ، نال شرف تسجيل أول هدف في هذا الملعب في مرمى أسبانيا (1- صفر) في 28 كانون الثاني 1998 ، ثم سجل ثنائية رأسية ثمينة في نهائي مونديال فرنسا على الملعب ذاته في مرمى البرازيل (3- صفر) ليقود منتخب بلاده إلى إحراز اللقب .
وشاء القدر أن يعيد التاريخ نفسه لأنه عندما التقت فرنسا والبرتغال في الدور ذاته عام 1984 في مباراة تاريخية انتهت بفوز فرنسا 3 – 2 بفضل هدف سجله النجم السابق ميشال بلاتيني قبل نهاية الوقت الإضافي بدقيقة واحدة وكان زيدان البالغ من العمر 12 عاما يلم الكرات من وراء مرمى المنتخب البرتغالي يوم عيد ميلاده ويحلم بان يحذو يوما ماحذو مثله الأعلى .
وبالفعل أصبح حلم زيدان حقيقة يوم الأربعاء عندما سجل هدف الفوز في الوقت الاضافي ايضا تماما مثل بلاتيني وهو يرتدي القميص ذاته الرقم 10 ، وبعدها حقق اللقب الأوروبي مع رفاقه ويلتورد وتريزيغيه ويعتبر المنتخب الفرنسي اول منتخب يحرز الثانئية مباشرة كأس العالم ثم كأس أوروبا
.
جزائري الأصل
وقد بدأ زيدان الجزائري الأصل مسيرته نحو النجومية في صفوف فريق كان عام 1988 ومكث معه حتى عام 1992 .
ولد زين الدين يزيد زيدان من والدين من أصل جزائري هما اسماعيل ومليكة في 23 حزيران عام 1972 في مرسيليا جنوب فرنسا وهو الخامس في أسرة تضم ثلاثة أشقاء هم جمال وفريد ونور الدين ، وشقيقة تدعى ليلى .
وكان والده هاجر من الجزائر ليبحث عن لقمة العيش في فرنسا وعمل سائق شاحنة لإعالة عائلته.
ولاينسى زيدان فضل والديه عليه ويقول في هذا الصدد : " أدين لهم بكل شئ ، لقد قدموا لي أفضل تربية مبنية على احترام الآخرين والتواضع ". ويتذكر زيدان أول علاقة له بالكرة فيقول: " كنت أشاهد بعض المباريات على الشاشة الصغيرة وفتنت باللعبة وكنت اعتبرها من كوكب آخر أو بمثابة الحلم البعيد المنال، وقلت في نفسي بأنني لااتصور حالي يوماً ما على هذه الشاشة ".
وأوضح :" لم أفكر باحتراف اللعبة على الرغم من أن حب كرة القدم كان يسري في عروقي ".
ومنذ نعومة أظافره كانت معشوقته الكرة لاتفارقه ويقول عنه شقيقه فريد:" ضم فريق شلتنا لاعبين جيدين بيد أن زين الدين كان الأكثر موهبة بينهم ، وكان من الصعب علينا انتزاع الكرة منه وكان يخيل لنا بأنها كانت ملتصقة بساقيه ".
وكان من الطبيعي أن يتردد زيدان الصغير على ملعب فيلودروم لمتابعة مباريات النادي المحلي مرسيليا وكان مثله الأعلى آنذاك نجم لاعب الوسط الاروغوياني أنزو فرانشيسكولي حتى انه سمى ابنه البكر انزو .
بيد أن نادي ( كان ) أعطاه فرصته الأولى في الملاعب فوقع عقدا معه عام 1988
.
ساقان من ذهب
وتابع الوالد خطوات ابنه الأولى في عالم الكرة وكان يصطحبه بسيارته الرينو 12 إلى الملعب ويقول عنه :" كان يملك ساقين من ذهب ويتفوق على أترابه حتى أنني كنت مضطراً إلى إبراز بطاقة الهوية لتأكيد سنه" .
وبدأت موهبة زيدان تظهر تدريجيا وفي أحد الأيام لمحه أحد كشافي نادي ( كان) ويدعي جان فارو وقال الأخير:" عرفت من اللحظة الأولى بأنني أمام لاعب كبير له مستقبل باهر ".
واستدعي زيدان إلى تجربة دامت ثلاثة أيام انتهت بتوقيع عقد لمدة أربع سنوات ، وخاض زيدان أول مباراة له في الدوري الفرنسي عندما دخل احتياطياً في الدقائق الأخيرة من المباراة ضد نانت وبالتحديد في0 2 أيار 1989 قبل أن يبلغ السابعة عشرة بشهر واحد .
ويقول زيدان عن مباراته الأولى :"دخلت قبل نهاية المباراة بقليل ونلت مكافأة مقدارها 5000 فرنك أي سبعة أضعاف ماكنت أتقاضاه خلال شهر عندما كنت قيد التجربة".
أما هدفه الأول فسجله بطريقة قوسية في مرمى نانت أيضاً في الموسم التالي فأهداه رئيس النادي سيارة
وكان لابد أن تتهافت عليه أندية المقدمة في فرنسا فتعاقد مع بوردو بطلب من مدربه آنذاك رولان كوربيس .
وانضم زيدان في بوردو إلى صديقيه بيسكنتي ليزاراتزو وكريستوف دوغاري ، ونجح في موسمه الأول بتسجيل
12 هدف وزادت ثقته بنفسه . ويعترف زيدان بأن شهرته الفعلية (بدأت في بوردو) .
ونال زيدان فرصته الدولية عندما أصيب يوري دجوركاييف قبيل المباراة الودية مع تشيكيا في 17 آب عام 1994 ، وشاءت الصدف أن تكون المباراة في بوردو .
وتقدم المنتخب التشيكي 2/ صفر في نهاية الشوط الأول وكان زيدان على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين ، وفي منتصف الثاني طلب منه المدرب ايميه جاكيه أن يدخل إلى الملعب مكان كورنتان مارتينيز في الدقيقة 63 وقال له بالحرف الواحد :"إلعب كما تفعل دائما ولاتفكر بأي أمر آخر".
ولحظة دخوله الملعب بدأ زيدان مصمماً على فرض نفسه لكنه كان متخوفاً أيضاً من الفشل وألا يكون على قدر المسؤولية الملقاة عليه . وبعد أن مرر الكرة خطأ ثلاث مرات علا صفير الاستهجان في المدرجات ، لكنه انقلب تصفيقاً حاداً عندما سار زيدان بالكرة وأطلقها من 25 ياردة بقوة لتعانق شباك الحارس التشيكي قبل خمس دقائق على نهاية المباراة. ولم يكتف بهذا القدر بل أدرك التعادل عندما تطاول برأسه للكرة وأودعها الشباك والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة.
خليفة بلاتيني
وأشادت الصحف المحلية في اليوم التالي بزيدان واعتبرت أن نجماً قد ولد وأن الكرة الفرنسية وجدت أخيراً خليفة لميشال بلاتيني .
ورد زيدان على الاطراء والاشادة بقوله :" انه عبء ثقيل وأنا أعتبر أن بلاتيني فريد من نوعه ولايمكن أن أقارن به".
لفت أنظار الأندية الأوروبية
وبدأ زيدان يلفت أنظار الأندية الأوروبية العريقة وبعد أن قاد بوردو إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996 التي خسرها أمام بايرن ميونخ الألماني ضمه نادي يوفنتوس الإيطالي العريق غلى صفوفه مقابل 6 ملايين دولار.
وشارك زيدان في صفوف منتخب بلاده في كأس الأمم الأوربية في العام ذاته لكن الاصابة التي تعرض لها في ظهره في حادث سير قبيل انطلاق البطولة أثرت سلبا على أدائه فلم يكن في قمة مستواه وقد خسرت فرنسا في نصف النهائي بركلات الترجيح .
ولم يتأقلم زيدان بسرعة في صفوف يوفنتوس الايطالي فواجه موجة انتقادات عنيفة من الصحف المحلية قبل أن يفرض نفسه أحد أفضل نجوم الدوري الايطالي في السنوات 1997 ، 1998 ،1999 ،2000 ليسير على خطى بلاتيني أيضاً الذي حاز ألقاباً عدة مع فريق" السيدة العجوز".
وكان زيدان على موعد مع المجد في مونديال فرنسا 98 ، فبعد بداية عادية جدا في المباراة الاولى ضد جنوب افريقيا طرد زيدان في المباراة الثانية ضد السعودية وأوقفه الاتحاد الدولي مباراتين فظن الجميع أن المنتخب الفرنسي فقد ورقة رابحة لكن اللاعبين نجحوا في اختبارهم في الدور الثاني ضد الباراغواي وفازوا بهدف ذهبي للمدافع لوران بلان فتنفس زيدان الصعداء.
وساهم زيدان في بلوغ منتخب بلاده المباراة النهائية التي جمعته مع البرازيل .
وفي النهائي على ملعب سان دوني في ضاحية باريس فرض زيدان نفسه نجما للمباراة بدون منازع وسجل الهدفيين الأوليين اللذين وضعا فرنسا على الطريق الصحيح لاحراز اللقب للمرة الاولى في تاريخها قبل أن ينهي زميله ايمانويل بوتي التهديف في الدقيقة الأخيرة من المباراة.
وساهم تألقه في المباراة النهائية تحديداً في تتويجه أفضل لاعب في أوروبا التي تمنحه سنوياً فرانتس فوتبول ولقد قدر للمنتخب الفرنسي أن يتوج بطلاً لأوروبا للمرة الثانية بفضل هدفي ويلتورد في الدقيقة الرابعة من الوقت البدل الضائع من المباراة(د 94 ) وزينها زميله في المنتخب "تريزيغيه" بالهدف الذهبي القاتل في مرمى تولدو العملاق .
وبالتالي حصل زين الدين زيدان على أفضل لاعب في العالم عام 2000 عقب فوز فرنسا بكأس الأمم الأوربية
زيدان اللاعب الأغلى في العالم ..... وقع على كشوفات ريال مدريد في أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم
وفي أغلى صفقة في كرة القدم شهدتها الملاعب الكروية إذ يعلن زيدان عن رغبته في الانتقال لنادي آخر غير اليوفي "السيدة العجوز" إذ أعلن ريال مدريد الأسباني أن لاعب الوسط الفرنسي زيدان وقع عقداً مع الريال "فريق الأحلام" لمدة 4 أعوام مقابل 70 مليون يورو ( 60 مليون دولار ) .
وقد حدد الريال قيمة فسخ العقد آنذاك ب180 مليون يورو (153 مليون دولار) كما هو الشأن بالنسبة لعقدي نجمي الفريق البرتغالي لويس فيغو والنجم المدلل راؤول غونزاليز وكذلك الشأن بالنسبة لراتيه السنوي الذي يقدر ب 5 ملايين دولار دون احتساب حقوق الاعلان.
أغلى لاعب في العالم يضع عينيه على دوري الأبطال
حيث صرح زيدان أحسن لاعب في العالم أن هدفه الرئيسي مع ناديه الجديد ريال مدريد هو الفوز بدوري الأبطال الأوروبي ليضيفه إلى قائمة البطولات التيحضر الفوز بها.
وقال:" أن هدفي الأعظم هو دوري الأبطال".
حيث أن فريقه القديم السيدة العجوز تأهل للنهائي مرتين عامي 1997 ،1998 مع العلم أنه فاز بها عام 1996 حيث خسرها أما بوروسيا دوتموند في العام التالي بتيجة 3/1 ثم أمام الريال1/ صفر الذي انتقل إليه بهدف "هداف كأس العالم دافور سوكر".
وقال:" كنت متلهفا للانتقال إلى العاصمة مدريد حتى تسنح لي فرصة اللعب في الدوري الأسباني .
وقال:"عمري الان 29 عاما وانا واثق ان هذا العام كان الوقت المناسب لترك السيدة العجوز واللعب في اسبانيا والان قد تحقق حلمي وانا اشعر بامتنان كبير ولايمكنني الانتظار لارتداء القميص الأبيض واللعب مع ريال مدريد ".
وأضاف:" لقد لعبت بالفعل في كل الاستادات العظيمة في أوروبا فيما عدا برنابيو( ملعب فريق الأحلام) والان فانا اتطلع لرؤيته للمس الكرة في الملعب والتسجيل ومساعدة زملائي في الفريق في التسجيل ايضا ".
زيدان بقميصه رقم "5" ينافس في شهرته عطر شانيل – 5
بارتدائه الفانيلة البيضاء التي تحمل رقم 5 لفريق ريال مدريد الأسباني وجد لاعب كرة القدم زين الدين زيدان نفسه في موضع المقارنة مع أشهر عطر فرنسي مازال يباع في العالم منذ نصف قرن وهو "شانيل رقم 5" وورث زيدان هذا الرقم من اللاعب مانولو سانشيز آخر الأبطال الأسطوريين لكرة القدم الأسبانية وواحد من خمسة عمالقة صنعوا شهرة ريال مدريد . ولتغطية جزء من الثمن الباهظ الذي دفعه النادي لشراء اللاعب الفرنسي "الجزائري الأصل" طرحت الأسواق الأوروبية نصف مليون فانيلة تحمل رقم 5 وحدد سعر الواحدة منها بثمانين دولار وفي الوقت ذاته دارت مكائن الخياطة في مئات المصانع الآسيوية لصنع فانيلة مقلدة تباع بخمس السعر المذكور في أرجاء أخرى من العالم.
ووصفت الصحف الفرنسية اللاعب الفرنسي الأغلى في العالم بأنه " الدجاجة التي تبيض ذهباً " وقارنت بين اجره السنوي وبين مرتبات رؤساء مجالس ادارات المؤسسات الفرنسية الكبرى.