مع فورة التجريب والتخريب في الأدب والحياة, قررت أن أكتب رواية قصيرة جداً ولمرة واحدة, وللأمانة والتاريخ ليست من قدح فكري أو مستلة من خيالي المهيض حيناً والمتوثب أحياناً لكن دون جدوى..
تقول الرواية: حين انفض المشيعون وانتهى المعزون توجه الابن إلى أمه بسؤال: لماذا لم أسمع كلمة واحدة تدعو لأبي بالرحمة..?.
الأم: يابني دعك من هذا السؤال, فحجم المصيبة أنساهم أن يدعوا له بشآبيب الرحمة, ومن يدري فقد يخيم الحزن في قلوبهم طويلاً..
مرت أسابيع على الوفاة وبدت وجوه الذين شيعوه أكثر إقبالاً على الحياة.. عاد الابن المفجوع بأبيه ليسأل: أماه ليس صحيحاً ماتقولينه فما الحقيقة? أجابت الأم: لم يزرع أبوك خيراً, لم يترك أحداً -حتى أخوته- من شره وآثامه.. أجاب الابن: غداً سيرحم أبي وعلى رؤوس الأشهاد, مقبرة القرية التي استقبلت زائراً دائماً كانت مسرحه, وثمة من رآه يحاول حفر القبر الذي لم يجف طينه بعد.. صيحة واحدة من مئات المهرولين نحوه كانت تعلو: رحم الله أباك لم يصل الى مواصيلك.. هز رأسه فرحاً ونادى أمه من بعيد: انتظري فكل من في محيط قريتنا سيرحم أبي كثيراً.